الأدلة
المزيفة وأهدافها
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] تنتشر في الإنترنت الكثير من الأخبار المدعومة بصور أو
تسجيلات صوتية أو حتى فيديوية تزعم أنها أدلة على حدوث ظواهر غامضة
كالأشباح والأطباق الطائرة وغيرها من الغرائب أو يعتبرها البعض "معجزة"
بالمنظور الديني ، ويجري إرسال تلك الاخبار المفبركة والملفقة عبر البريد
الإلكتروني أو في المنتديات على وجه الخصوص أو تنشر ببساطة على صفحات إحدى
المواقع وغالباً ما ينقص قنوات النشر تلك ذكر المصدر أو المرجع الذي استندت
إليه، فهل نصدق كل ما نرى دون التحقق من الامر أو الدليل المزعوم ؟!
كيفية التحقق من صحة الخبر وحال
المنتديات العربيةبهدف التحقق من صحة الدليل المنشور
علينا أن لا نتسرع في الحكم على تصديقه أو تكذيبه إلا بعد تحقق ما يلي:
1- التحقق من قيمة ومصداقية ناشر الخبرهناك مصادر إخبارية اشتهرت بمصداقيتها أو دقة نقلها
للأخبار أو هيئات لها وزنها العلمي والأكاديمي كوكالة الفضاء الأمريكية أو
معاهد علمية ومراكز بحثية معروفة أو آراء منشورة للإختصاصيين من علماء
وباحثين وعلماء نفس.ومن خلال دراستي للمواقع في عالمنا العربي وجدت أن
المنتديات منتشرة إلى حد كبير وأنها المصدر الرئيسي للأخبار لكثير من الناس
بعد الصحف الرسمية والمواقع الإخبارية الألكترونية الرئيسية ، ويمكننا أن
نقول أن عرب الأنترنت هم مجتمع منتديات ويلاحظ المتتبع للأخبار المنشورة في
المنتديات أن المنتديات هي آخر مكان يمكن الوثوق بصحة الأدلة المنشورة فيه
لأنها تفتقر إلى ذكر المصادر وأحياناً تغفل ذكر تواريخ وأسماء
وأماكن.وأكاد أقول أن غالبية المنتديات تنسخ من غيرها حرفياً دون التحقق
وحتى دون إضافة أية معلومات لتكذيب أو تصديق ما نشر مسبقاً وكأن عملها هو
النسخ فقط، كما لا يخفى علينا أن أغلب القائمين على المنتديات لا يسمحون
بظهور روابط إلكترونية أو أية إشارة إلى المصادر التي استندوا إليها بحجة
أن ذلك يؤدي إلى إشهار موقع آخر على حسابهم وكأنهم يقصدون تحقيق الإثارة أو
الاستهزاء بعقل القارئ المتخصص، إضافة إلى ذلك يغلب على المشاركين في
المنتديات عدم التخصص وهم من عامة الناس إلا فيما ندر من منتديات متخصصة.
2- التحقق من هدف النشرعلينا أن نتحقق من الهدف وراء نشر تلك الصورة أو الدليل
فقد يكون مفبركاً ومدروساً بطريقة ما لتحقيق شهرة فردية وأهداف إعلانية أو
سياحية أو دينية كما هو مذكور أدناه، غير أن ذلك لا ينفي وجود عدد ضئيل من
الأدلة ما زالت تحير العلماء أو لا يملك تفسيراُ علمي أو منطقياً.
أهداف الخدع1- الشهرة الفردية[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]لا يمكن أن ننكر أن حب الشهرة هي سعادة للكثيرين وبعضهم
يحاول تحقيقها بأشكال مختلفة مهما اختلفت السبل وحتى لو كانت في الاتجاه
السلبي وهو إختلاق الأكاذيب أو صنع فيروسات الكومبيوتر، وعندما تترافق تلك
الرغبة في الشهرة مع الشعور بالنقص ناتج عن تاريخ مليئ بالانتقاص من قدراته
من قبل من يحيطون به تصبح تلك الرغبة في الشهرة أقوى وأكثر إلحاحاً، وعلى
الرغم من أنه في يقبع في الظل ولا يكشف هويته إلا أن الخدعة التي قام بها
تغري غروره ، خصوصاً عندما يصدقها عدد كبير من الناس وتصبح حقيقية بالنسبة
لهم فيسر لسيل التعليقات وإشارات الذهول والتعجب عليهم في المواقع
الإلكترونية، وربما كان يحاول لفت الأنظار لإنتاجه السينمائي وخصوصاً عندما
يروي ما أنتجه لأصدقائه المقربين جداً.
2- السياحة[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]عندما تختلق أكذوبة عبر تسجيل فيديو أو فبركة صورة في مكان
معين فإنك تزيد من شهرة المكان الذي صورت فيه أو حدثت فيه القصة، فإن
انتشر تسجيل فيديو يحوي لقطات لطبق طائر أو جسم مجهول (يوفو)مع ذكر اسم
المدينة التي يزعم انها حدثت فيها يزيد من شهرة تلك المدينة وبعض الناس
سيحاولون زيارتها للإطلاع على حقيقة الأمر كما حدث في
تسجيل
فيديو عن ظهور أطباق طائرة في مدينة ينبع السعودية أو كالصورة التي
تزعم ظهور رأس وحش بحيرة لوخ نس في بريطانيا والتي اعترف صاحبها بأنها
مزيفة ،وهكذا تسير أفواج من السياح إلى تلك المنطقة وتزيد أربحاح التجار في
ذالك المكان من خلال بيع تذكارات عن أو أكواب أو تي شيرت أو صور وألعاب
ترمز إلى ذلك المكان..الخ. وأيضاً كما حدث في بلدة إسبانية تدعى بلمز، حيث
تم خداع الناس بظاهرة وجوه ترسم من تلقاء نفسها في منزل "مسكون بالأشباح"
(إنظر
لغز
وجوه بلمز) ، ولا ننس أيضاً السياحة الأثرية من خلال اختلاق صور شبحية
في قلعة ما والترويج المقصود بها في إحدى وسائل الإعلام.
3- الإعلان التجاري [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]يجب أن لا ننس أن بعض الشركات تستخدم شكل غير تقليدي من
الإعلان يدعى Viral Marketing ، كما حدث في مدينة دبي منذ سنوات قليلة حيث
نشر خبر في إحدى الصحف الرسمية عن ظهور أطباق طائرة تحلق فوق مركز الغرير
التجاري فانطلق الناس إلى ذلك المركز عسى أن يروا من خبر تلك الاطباق شيء ،
ولك أملهم سرعان ما خاب عندما دخلوا المركز و رأوا نماذج كرتونية ودمى
معلقة للأطباق الطائرة في سقف المركز التجاري.ونذكر أيضاً صورة الشبح
الأرزق الذي التقطته كاميرات الأمن في محطة بنزين والذي بثته العديد من
القنوات التلفزيونية ولكن البعض يعتبر ذلك ترويجاً للشركة التي مجموعة من
محطات تزويد الوقود مع عدم توفر دليل على ذلك لحد الآن (إقرأ عن الخبر
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط])،
ونذكر أيضاً خبر ظهور طبق طائر في سماء موسكو تصادف وجوده فوق إحدى مراكز
التسوق واتضح أنه منطاد فضي له شكل طبق طائر.
4- الدعوة الدينية[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]قد يرغب بعض المتدينين إختلاق خدعة بهدف التبشير أو الدعوة
إلى الدخول في مذهب أو دين معين وإما بهدف تقوية الحس الإيماني والروحي
لطائفة ما، نذكر على سبيل المثال
صورة
تمثال السيدة العذراء الذي يذرف دماً و زيتاً والتي اعتبرها الكثيرون
شكلاً من أشكال المعجزة والذي اتضح أنه مفتعل، والتسجيل الصوتي الذي زعم
أنه ل
معذبين
في "جحيم" باطن الأرض والذي أيده الشيخ الزنداني وأشارت التحقيق
العلمي عن وجود مزج مقصود لتلك الأصوات البشرية من خلال برنامج كومبيوتر
متخصص في المعالجة الهندسية للصوت.ولا يخفى علينا أن بعض هذه الخدع يرمي
إلى تصوير الدليل في ذهن المشاهد على أنه عقاب أوغضب من الله كما حدث في
صورة الفتاة العمانية التي تحولت إلى مسخ .
-
ولا يخفى علينا أنه ربما يكون هدف الأكذوبة خليطاً مركباً من الأهداف
المذكورة أعلاه، فيمكن أن تخدم بعض الأهداف تصوير بعض الأمور كمؤامرة خفية
تحاك في الخفاء من قبل منظمة أو دولة أو حتى شركة تجارية كما حدث في خبر
انتشر في عام 2000 عن شعار كوكا كولا، يزعم الخبر أنه إذا شوهدت صورة شعار
Coca Cola كانعكاس في المرآة (من الخلف)وإن قرأت من اليمين إلى اليسار
فأنها ستتضمن جملة:"لمكه لمحمد"باللغة العربية ، وربما روج لذلك الخبر
منافسو شركة كوكا كولا في السوق مثل شركة بيبسي أو شركة "مكة كولا".وهذا
الخبر يحقق هدفاً تجارياً وفي نفس الوقت مبطن برسالة خفية تدغدغ عواطف
طائفة كبيرة من الناس. يمكنك التعرف على كثير من الخدع في باب "ألغاز
محلولة".
وأخيراًُ .. يجب علينا أن لا ننجر إلى
تصديق أخبار الظواهر الغامضة قبل التحقق من صحتها من قبل المختصين كلاً في
مجاله، وأيضاً أن نتحقق من مصداقية ناشر تلك الأخبار ولكن هناك حالات
كثيرة لا نستطيع فيها تكذيب الخبر أو تصديقه وهنا علينا أن نلزم جانب الحذر
إلى أن يأتي برهان مقبول في المستقبل، وفي نفس االوقت علينا أن لا ننكر
حدوث ظواهر غريبة عجز العلم عن تفسيرها ، وأعتقد أن التريث والإعتدال في
إطلاق أحكامنا على الأمور يقربنا من الحقيقة.