حالة الطلاق الاولى بسبب الغشاء الصيني كانت في السعودية
*في سوريا يباع بسعر رخيص وفي المغرب محرم شرعاًَ
*وزارة الصحة اللبنانية تمنع تداوله والفتيات يسألن عنه
*الاطباء يحذرون من استعماله ومن مخاطر حدوث عقم عند المرأة
*الشباب يرفضونه ويعتبرونه تحريض على الرذيلة
((هل يوجد لديك غشاء بكارة صيني؟.. هذا السؤال بات يردده الكثيرون في مصر وسوريا ولبنان والعديد من البلدان العربية عندما يزورون الصيدليات، يدخل الشاب او الفتاة بحجة شراء دواء لمحاربة الصداع او مضاد للإلتهابات ولكنه سرعان ما يسأل عن ذلك الغشاء الذي يعتبره ابناء هذا الجيل حلاً سحرياً لموضوع العذرية في الوطن العربي بالرغم من انتشار عمليات الترميم على مستوى واسع الا انه ما زال الى الآن محكوماً بالسرية وبقانون العيب.
الصين صدرت لنا كل شيء، كل ما يخطر على بالنا من مأكل وملبس ومشرب ولم يبق سوى هذا الغشاء الذي يشغل الرأي العام اللبناني والعربي.
غشاء البكارة الصيني مصنوع من الصمغ الطبيعي لذلك فهو ليس له آثار جانبية ولا يحتاج الى عملية جراحية لتركيبه ولا يحتاج الى تناول ادوية او هرمونات ويعيد العذرية خلال 5 دقائق. صغير الحجم ومطاطي، سهل حمله موضوع في اكياس مثل الواقي الذكري وهناك غشاء من اللون الاحمر والآخر من النوع الشفاف.
هذا هو غشاء البكارة الذي صنع في الصين، اما القصة فبدايتها كانت في 22 آب/اغسطس 2009 عندما نشر الموقع الالكتروني العربي التابع للاذاعة الهولندية مقالاً يحتوي على مجموعة من المعلومات تتعلق بعلاقة الصين بالعالم العربي ويقول المقال ان الصين تورد للعالم العربي اشياء متناقضة حيث تورد لهم ملابس الصلاة والمايوه الشرعي وملابس الحاج بالاضافة الى ((باربي محجبة)) الى ان وصلت الى اغشية البكارة السهلة الاستعمال.
اغشية البكارة الصناعية انتشرت منذ عام 1993 في اليابان ثم في الولايات المتحدة الاميركية وانتقلت بعد ذلك الى الصين وتايلاند عام 1995 وأصبح يصنع في الصين بسبب ارتفاع تكلفته في اليابان، الغشاء عرف في الصين في منتصف التسعينيات وبدأ بعض الصحف الآسيوية يروج لهذا الغشاء تحت عنوان ((استعيدي عذريتك في 5 دقائق)) و((المنتج التكنولوجي الراقي)) وغيرها من الإعلانات الترويجية لهذا المنتج.
انتشاره في العالم العربي
بتاريخ 16/11/2009 وفي سابقة تحدث للمرة الاولى في العالم العربي، طلّق مواطن سعودي زوجه بسبب استخدامها غشاء البكارة الصيني وكانت الزوج السعودية قد استخدمت الغشاء الصيني في الذكرى الثانية لزواجها في محاولة منها لمفاجأة بعلها لادخال السرور الى نفسه وفقاً لوجهة نظرها الا انها فوجئت بردة فعله اذ طلقها علماً انها اوضحت له سر استعادتها غشاء البكارة بعد عامين من زواجهما، وما دفع الرجل الى الاقدام على هذه الخطوة هو الشكوك التي ساورته من استخدامها هذا الغشاء الصناعي ليلة زواجهما، وكانت السيدة قد حصلت على الغشاء من احد الاسواق الحرة من احد البلدان لم تحدد اذا كانت تلك الدولة عربية ام اجنبية.
نزيف ليلة الدخلة
ويقوم غشاء البكارة الصناعي بوظيفة غشاء البكارة الطبيعي، فكما يعرف النـزف ((ليلة الدخلة)) يحدث الامر نفسه في الغشاء الصناعي لكن بفارق ان الدم يفور ويستجيب للهيدروجين بيراكسيد او ما يعرف بماء الاوكسيجين فهو يفور ويتفاعل مع الانسجة والدم ولكن بصورة لا تذكر مع المواد والاصباغ التي صنع منها الغشاء الصناعي.
يبقى تحليل العينة هو الحكم النهائي اذا ما كان الدم ناتج عن غشاء صناعي او طبيعي، فتحليل بسيط للدم يمكن ان يؤدي الى معرفة حقيقة هذا الدم ومصدره.
وبعض الاطباء نصح بالاستعانة بزجاجة اوكسيجين من تلك التي تستخدم في صبغة الشعر لإجراء اختبار سريع مضمون النتائج ليكتشف اذا ما كان هذا السائل الناتج عن عملية فض البكارة هو دم بشري حقيقة ام حبر صيني.
وقد طالب احد اعضاء مجمع البحوث الاعلامية في مصر بتطبيق الاعدام على من يقوم باستيراد غشاء البكارة الصناعي والذي يستخدم لإخفاء الفتاة ممارستها الجنسية قبل الزواج وقال عبد المعطي بيومي عميد كلية اصول الدين سابقاً في جامعة الازهر ان استيراد جهاز غشاء البكارة الصيني يساعد على نشر الرذيلة في المجتمع وبالتالي فإن حكم من يستورده كحكم المفسدين في الارض.
الغشاء الصيني يحمي الفتاة من جرائم الشرف
يعتبر الغشاء الصيني بديلاً رخيصاً وبسيطاً لعملية ترميم غشاء البكارة المحظورة والتي يتم اجراؤها في العديد من الدول العربية بصورة سرية للغاية وتتجاوز كلفتها الـ 1000 دولار اميركي، وفي ظل انتشار العادات والتقاليد الشرقية التي ترفض ممارسة الفتاة للجنس قبل الزواج حيث تشهد الكثير من الدول العربية انتشار جرائم الشرف حيث تقتل الفتاة من قبل رجال من اسرتها.. والدها ، شقيقها، ابن عمها، ويحصلون على حكم بالبراءة لأن المحاكم في الدول العربية تجد ان هؤلاء اقدموا على تلك الجرائم ثأراً لشرفهم بسبب سلوك فتاة من عائلتهم بالرغم من ان هذا الغشاء يؤثر بشكل كبير على صحة المرأة بما له من آثار جانبية تسبب العقم وحدوث التهابات وافرازات مهبلية خطيرة.
الشرارة الاولى تنطلق من مصر
أثار موضوع ((غشاء البكارة الصيني)) زوبعة كبيرة في المجتمع المصري وخاصة بعد ان تم منع تداوله بشكل رسمي في الاسواق بقرار من وزارة الصحة بالرغم من ان البعض ادخلوه الى مصر بشكل سري، كما صرح مسؤول في وزارة الصحة بأنه لن يتم بيع غشاء البكارة الصيني في الصيدليات لأن وزارة الصحة ونقابة الصيادلة لن تسمح بذلك بسبب العادات والتقاليد الخاصة بالمجتمع المصري والتي سوف ترفض تداول هذا المنتج، وقال البعض ان غشاء البكارة الصناعي سوف يقضي على الجراحين والاطباء الذين يقومون بترقيع غشاء البكارة جراحياً لكن عملية منع تداوله سوف تزيد من ارتفاع سعره وان الاطباء كانوا من اكثر من حاربوا هذا المنتج لأسباب تجارية بحتة.
وأكد الكثير من شرائح الشعب المصري رفضهم لهذا المنتج بشكل نهائي لأنه سيؤدي بالضرورة الى ضياع شرف البنات اذا تم تداوله في الاسواق ويجب منعه حفاظاً على الموروثات الشعبية التي تقول ان شرف البنت او بمعنى اصح غشاء البكارة هو اعز ما تملك اي بنت وقال البعض ان وجود هذا الغشاء سوف يؤدي الى انتشار الرذيلة والدعارة في المجتمع وحجتهم في ذلك ان الزوج سوف تقوم بخداع بعلها لأنه سيسهل عليها الانحراف وبأنه يعتبر دعوة للدعارة العلنية.
انتشار الغشاء في سوريا
انتشر غشاء البكارة الصيني داخل الاسواق السورية وهو يباع بـ 15 دولاراً اميركياً، وأبرز الشعارات التي تروج لهذا المنتج ((استعيدي عذريتك في 5 دقائق))، ((استعيدي عذريتك بـ 15 دولارارً بلا جراحة ولا ادوية ولا آثار جانبية)). يجد المنتج رواجاً كبيراً في سوريا حيث يحظى بطلب كبير كما يذكر العديد من اطباء النساء الذين يرون ان مثل هذه المنتجات ليست بحاجة الى حملة تسويقية خاصة لأن المجتمع معد لتقبل مثل هذه المنتجات وزبائنها قادرون على التقاطها مباشرة، ويدخل المنتج الى الاسواق السورية بطرق غير شرعية ايضاً، وقد عانى هذا المنتج ركوداً كبيراً في بلد المنشأ وهذا الغشاء الصناعي يشكل احدث التطورات في عالم ترقيع غشاء البكارة والذي يتم عادة في سوريا في عيادات نسائية بطرق شبه سرية متخصصة في هذا المجال ويحارب الاطباء في سوريا هذا المنتج للسبب نفسه الذي يحاربه الاطباء في مصر لأن الاطباء يتقاضون مبالغ طائلة مقابل القيام بمثل هذه العمليات في الوقت الذي لا يتجاوز سعر الغشاء الـ 15 دولاراً.
اما في المغرب فقد حرم المجلس العلمي في الرباط ترقيع غشاء البكارة معتبراً ذلك ((غشاً وتدليساً ومساساً بالمبادىء والاخلاق والقيم الاسلامية))، وقد نقل عن عبدالباري الزمزمي احد علماء الدين البارزين في المغرب ان استخدام مثل هذا الغشاء يمكن ان يكون جائزاً للفتاة التي وقع لها شيء رغماً عنها مثل الفتيات اللواتي تعرضن للاغتصاب او حادثة تسببت لهن في فقدان عذريتهن، اما استخدام غشاء البكارة الصناعي عدا ذلك يعد صورة من صور الغش والخداع والتدليس المنهي عنه شرعاً وان الفتاة التي تستخدمه تضرب عرض الحائط بكل قيم العفة والطهارة والصدق متسترة على زلاتها وفضائحها بغشاء صناعي رخيص تطمس به الحقائق وتبعد به عنها الشبهات وتخفي تحته الذنوب والزلات.
الغشاء في لبنان
يعتبر غشاء البكارة الصيني في لبنان منتجاً شبه مفقود خاصة وان في لبنان تنتشر العيادات الخاصة بإجراء ترميم غشاء البكارة بكثرة ولا يتم ذلك بالطريقة السرية نفسها التي يتم فيها في الدول الأخرى. ويقول أحد الأطباء اللبنانيين ان هذا الغشاء غير صالح على الإطلاق فهناك بعض النساء اللواتي يلجأن إلى ترميم غشاء البكارة بعد ممارستهم الطويلة للجنس عندما تحتاج المرأة إلى عملية تضييق بالإضافة إلى عملية الترميم وهذا الغشاء لا يمكن أن يحل مكان العملية على الإطلاق. فغشاء البكارة الصيني مصنوع من ألياف صناعية أو بلاستيكية شفافة يتم تثبيتها في مهبل الفتاة بقطبتين وهو عبارة عن كريم أحمر يشبه الـGel يلصق بالمهبل من الخارج ويذوب بالحرارة بعد ممارسة الجنس. ينـزل سائل أحمر بديلاً عن دم البكارة ويحذر الطبيب من استخدام هذا المنتج لأنه غير معروف المنشأ فكل المعلومات حوله إلى الآن انه مصنوع في الصين ولكن لا أحد يعلم إذا ما تم تصنيعه في شركة أدوية أو شركة طبية أو حتى تجميلية ولم يخضع هذا الغشاء للتجارب المتعارف عليها قبل طرحه في الاسواق ولا أحد يعرف نوعية السائل الأحمر الذي يطلق بعد ممارسة العملية الجنسية وما إذا كان هذا الغشاء لا يصيب المرأة بحساسية أو التهابات في المهبل. أضف إلى ذلك، ان هناك بعض الرجال الذين يستطيعون اكتشاف نوعية هذا السائل بسهولة وينصح الفتيات بعدم اللجوء إلى استخدام هذا الغشاء. كما يؤكد انه موجود في لبنان ولكن الحصول عليه ليس سهلاً إلا ان هذا لا يعني بأنه من المستحيل أن يكون بحوزة الفتيات اللواتي يرغبن في استعماله أما سعره فيتراوح ما بين الـ20 إلى 50 دولاراً أميركياً. ويواصل الطبيب تحذيره للفتيات بعدم اللجوء إلى استعمال هذا الغشاء.
ولكن أحد الصيادلة أكد ان هذا المنتج دخل إلى لبنان بطرق غير مشروعة وانه لن يباع في الصيدليات على الاطلاق لأن لا النقابة ولا وزارة الصحة ستعطيان أمراً بتداوله لأنه ليس مسجلاً في لبنان كمنتج طبـي. ولكن صيدلياً آخر يؤكد انه منذ الاعلان عن وجود مثل هذا الغشاء بدأ الكثيرون يسألون عنه سواء من الفتيات أو الشبان وهذا ما يدل على ان هذا المنتج سوف يضمن سوقاً مربحاً للصيادلة. والعديد من الفتيات أعربن عن فرحتهن بوجود هذا المنتج لسبب بسيط فقط انه جاء لينقذ الفتيات اللواتي فقدن عذريتهن بسبب الحب أو الخداع أو الاغتصاب، واعتبرت إحدى الفتيات ان هذه العملية هي عملية تجميل حيث تقوم الفتاة باستخدام هذا المنتج لإخفاء سر دفين ولفتح صفحة جديدة في حياتها تضمن لها السعادة ولبعلها في المستقبل ولأسرتها. واعتبر أحد المراجع الدينية الذي رفض ذكر اسمه ان العفة لا يجب أن تحصر بهذا الغشاء فقط بل يجب أن تكون أوسع من ذلك فهناك فتيات شريفات عفيفات قد تعرضن للاغتصاب أو إلى حادثة أفقدتهن غشاء البكارة فلا ضير من استخدام هذا الغشاء.
آراء بعض الشباب في الغشاء
آراء بعض الشباب في الشارع المصري، لأن هذا الموضوع كان وما يزال يشغل الرأي العام هناك وقد أثاره العديد من النواب في البرلمان المصري في الوقت الذي يبقى محصوراً في الدول الأخرى باعتباره منتجاً يمكن تداوله بصورة سرية ويخضع سعره لمسألة العرض والطلب.
*محمود مسعد (صاحب صيدلية):
الغشاء غير موجود في الصيدليات المصرية كما يعتقد الكثيرون وبالرغم من انه تردد علي الكثير من الزبائن من شبان وشابات يسألون عن الغشاء وعن كيفية استعماله وإذا كان صحياً ويمكن أن يتم تركيبه دون الاستعانة بطبيب بالإضافة إلى سعره لكن وزارة الصحة لم تسمح بتداوله على الاطلاق وكل ما يشاع ويذاع عن انه منتشر في الصيدليات المصرية هو مجرد اشاعات لا أساس لها من الصحة.
ويقول أحمد أسامة: الحمد لله انني تزوجت قبل أن أسمع بموضوع غشاء البكارة الصناعي بالتأكيد لو انني سمعت بوجود هذا الغشاء قبل الزواج كنت سأفكر ألف مرة بالإنسانة التي سأرتبط بها وبسلوكها ومن الممكن أن أصرف النظر عن الزواج خاصة بعد ان أصبحت سلوكيات الفتيات في أيامنا هذه موضوع الكثير من علامات الاستفهام.
*محمد ماهر: يجب أن أذهب إلى طبيب قبل الاقدام على الزواج حتى أعرف منه ما هو الفرق بين الغشاء الطبيعي والأغشية الصناعية الأخرى التي ظهرت في الأسواق مؤخراً حتى أستطيع التفريق فيما بينهما عند الزواج لأنني إذا اكتشفت ان زوجي قد استخدمت غشاء البكارة الصناعي سوف أنفصل عنها فوراً لأنها سوف تكون امرأة مخادعة أرادت أن تبدأ حياتها الزوجية معي بالخداع فأنا أفضل المرأة الصريحة التي تقول لعريس المستقبل ما فعلته قبل الزواج.
*إيهاب علي: هذا الغشاء سوف يتسبب في المزيد من الانحرافات في المجتمعات العربية لأن الفتاة العربية لم تعد كما في الماضي فهي مستعدة للانحراف من أجل المال ومن أجل أشياء أخرى لكنها تخشى فعل ذلك حتى لا تفقد عذريتها وبوجود تلك الأغشية على نطاق واسع سوف يخفي كل ما يخيفهن وبالتالي سوف يزيد عدد المنحرفات وستزيد نسبة الفتيات اللواتي يعملن في الدعارة.
*محمد أسامة: غشاء البكارة هذا بالنسبة لي أصبح مثل الكابوس فكلما فكرت بالتقدم لفتاة من أجل خطبتها يأتيني شعور بالشك بأنها ليست جيدة وربما تكون صاحبة سلوك منحرف عندها أتراجع عن فكرة الارتباط على الرغم أنني متأكد ان كل ما يراودني ليس أكثر من شكوك حتى انني بدأت أشعر بأنني مثل المريض النفسي الذي يشك في كل بنات الأرض.
*أحمد عصام: لم يتم اكتشاف أي شيء في العالم سواء كان جيداً أو سيئاً إلا وانتشر في كل أرجاء الدنيا لذلك لا بد أن نتعامل مع غشاء البكارة هذا على انه سلعة عادية لكن في الوقت نفسه لا بد أن نرفض تواجده في المجتمع خاصة اننا في مجتمع شرقي له عادات وتقاليد، وأرى ان غشاء البكارة هذا لن يزيد من الانحراف لأن الانحراف صفة تكون في الانسان مهما كانت الظروف فلو كان لدى الفتاة استعداد للانحراف سوف تنحرف مهما كانت الظروف، المسألة مسألة دين وأخلاق والتزام وليست مسألة غشاء بكارة طبيعي أو صناعي.